الإعلام
المأجور والدور المشبوه.
كل لبيب
يعلم خطر الفتنة،
ولكنه بحاجة مع
ذلك للعلم بما يكيده
أعداؤه له، وما
يبثونه من وسائل
الشر وإثارة الفتن
بين المؤمنين.
فمن أخطر
ما يواجه المسلم
اليوم فتنة النفاق
وخذلان الحق ومعاداة
أهله، خصوصا الدور
المشبوه لبعض وسائل
الإعلام المأجورة،
التي دأبت على
نشر الفساد الأخلاقي،
وإيقاع العداوة
بين الدول والمجتمعات
الإسلامية، وتحريض
الحكومات على
شعوبها، والوقوف
في صف العدو
في أكثر المواقف
حرجا وشدة.
فمن أساليب
هذا الإعلام
الماكر تأجيج نار
الفتنة، والتحريش بين
المؤمنين لتوهين
قوتهم وتفريق صفهم
، وذلك بالسعي بينهم
بالفساد:" وفساد
ذات البين هي
الحالقة". كما
جاء في الحديث.
لهذا يحرص
أعداء الإسلام
لتحقيق أغراضهم
في حرب المسلمين
وتفريق كلمتهم على
وضع الخطط الدنيئة
والبرامج الإعلامية
المضللة التي ينوب
عنهم فيها عملاؤهم
من المنافقين،
وهم أشد خطرا
من الأعداء
الصرحاء، لذلك
حذّر الله منهم
فقال:﴿لَو خَرَجوا
فيكُم ما زادوكُم
إِلّا خَبالًا
وَ لَأَوضَعوا خِلالَكُم
يَبغونَكُمُ الفِتنَةَ
وَفيكُم سَمّاعونَ
لَهُم وَاللَّهُ
عَليمٌ بِالظّالِمين}.
فمن هنا
كان المنافقون
منبع كثير من
الفتن، ومنها ما
نشهده من التحريش
بين بلدين شقيقين،
إخوة في الدين
والدم والجوار.
أعني سوء التفاهم
الحاصل اليوم بين
السعودية وقطر.
وقد حذر النبي صلى
الله عليه وسلم
من
ذلك فقال: (إن الشيطان
قد أيس أن
يعبده المصلون
في جزيرة العرب،
ولكن في التحريش
بينهم).
فليسأل العاقل
نفسه عن الجهات
التي تتزعم هذه
المؤامرة؟ وماهي
أهدافها؟
فسيتبيّن له
أن أعداء الخارج
يخططون والمنافقون من
الداخل ينفذون وينشرون
ذلك عبر وسائل
إعلامهم.
لذا يجب
الحذر من كيد
المنافقين ودسائسهم،
فقد قال الله
تعالى:{ هُمُ العَدُوُّ
فَاحذَرهُم قاتَلَهُمُ
اللَّهُ أَنّى يُؤفَكونَ﴾.
لا شك
أن كل غيور
على بلده حريص
على وحدة إخوانه
أنه لن يقع
في شِباك هذه
الفتنة ولن ينخدع
بمكر مروجيها
وشبهاتهم.
وتوضيحا لذلك
أقول:
إن ما
نشهده من حملة الإعلام
المأجور على أشقائنا
في قطر إنما
تتزعمه جهات مشبوهة
ومغرضة، وتروج لها
شياطين الإعلام
المفسد، ويوآزرهم
بعض إخواننا
عن غفلة وبغير
قصد انخداعا
بما يسمع ويرى.
وهذا الأمر
بلا شك فتنة. نسأل
الله أن يقي
شرها.
لذا أنصح
إخواني بأن ينزهوا
أقلامهم وألسنتهم
عن الخوض فيها.
كما أرجو
أن لا ينخدعوا
بما يروجه الإعلام
المأجور من نشر
الشائعات التي
لا دليل عليها،
وإنما هي سعي
بالفساد، وإيغار
لصدور المؤمنين
بعضهم على بعض،
وإشغالهم بهذه
الفتنة عما يخطط
له الأعداء
من مكر الليل
والنهار.
ويجب أن
يعلم كل أحد
أننا لا نزاود
على ولائنا وحبنا
لولاة أمرنا، وبلادنا،
ونأبى أن تكون
غرضا لمؤامرات
العدو ودسائسه،
فلنحذر أن يكون
أحدنا مطية لعدوه
وهو لا يشعر.
كما أننا
لا نرضى أن
يظلم إخواننا
في الخليج بلا
جرم ولا بيّنة.
فإن مما
تضيق منه صدور
المؤمنين أن
يُسعى بين الإخوة
بإيقاد نار الفتنة
بينهم فيكون أحدهم
حطبا لها، جاهلا
أو متناسيا
خطرها.
فليُعلم أن
ضرر الكلمة في
الفتنة كبير، لذا
حذّر النبي صلى
الله عليه وسلم
من الفتن ،
وأخبر أن "من
يشرف لها تستشرفه".
فختاما أقول
لمن انخدع بتضليل
الإعلام المأجور،
أولاً: هل
تعرف ورطات الأمور؟
ثانيا: ما
هو عذرك عند
الله غدا، وكيف
المخرج مما وقعت
فيه إن تبيّن
الأمر بعد ذلك
أنها مؤامرة خبيثة
تحاك ضدك أنت،
وضد بلدك وإخوانك،
وأنت تركض في
ركابها؟!
"ليت
أننا نتعظ بما
مر بنا من
الفتن والمواقف
المشابهة، فنأخذ
منها الدروس والعبر.!
فإن الأسلم
لنا في ديننا
وأنفسنا ومجتمعاتنا
ومجالسنا أن
ننزهها عن الخوض
والكلام فيما يضرنا
ولا يعنينا،
وأن ندرك أن
أقوم طريق هو
سبيل الحق الذي
شرعه لنا ربنا
وسنه لنا نبينا
عليه الصلاة والسلام،
وسار عليه صحابته
الكرام والعلماء
الراسخون في
العلم، والمتمثل
في لزوم التأني
والتروي والتثبت
وكف اللسان عن
الخوض في الفتن"؟.
اللهم جنبنا
الفتن وبصّرنا
بالحق واجعلنا
من أهله.
...................................................................................
محمد بن
علي بن محمد الشيخي
4 /رمضان/1438
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق