سأل سائل فقال:
حينما سكت أهل الحق على الباطل..ظن أهل الباطل أنهم على حق.
فما قولكم سددكم الله وأدام فضله عليكم.
فأجابه الشيخ علي بن عبد الرحيم حفطه بقوله :
"ولو أن كل كلب عوى ألقمته حجرا
لكان الصخر كل مثقال بدينار .
فأكثر الباطل لو ترك الرد عليه لمات وأضمحل في مكانه،
ولكن بالرد عليه يشتهر وينتشر.
فيحتاج الأمر إلى بصيرة نافذة، ولا تكفي العواطف في تقدير مثل هذه الأمور.
والعلماء الربانيون هم الميزان
فاستمسك بغرزهم تنل السعادة".
....
ثم كان لي هذ التعليق على كلام الشيخ حفظه الله:
أحسنت وأجملت.
شيخي الكريم:.
فلقد أفدته السائل فائدتين:
الأولى:
عرّفته أن السكوت عن الباطل لا يعني الإقرار به .
فمن المعلوم أن في الإعراض عن الباطل اخماد له، وهذا مقصد شرعي وله شواهد كثيرة منها:
قصة مجادلة عتبة بن ربيعة للنبي صلى الله عليه وسلم حين بعثته قريش لمحاجة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من أمر الرسالة، فكان أول ماقال للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أنت خير أم عبدالله.؟ يعني أبيه.
فسكت النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: هل أنت خير أم عبد المطلب.؟
فسكت النبي صلى الله عليه وسلم.." إلى آخر الخبر.
والشاهد سكوت النبي عليه الصلاة والسلام عن الباطل الذي جاء به عتبة..فلم يدخل معه في جدال عقيم..ولكنه قرر الحق وبيّنه له بتلاوة صدر سورة فصلت.
[سبحان الله - اسمها فصلت- فيه إشارة إلى ضرورة أن يكون جواب المجادل دامغا لباطله.. ومبينا للحق ومفصلا له].
الثانية: بارك الله فيك، ونفعنا بعلمك:
إرشادك إياه إلى أن يستمسك بهدي العلماء الربانيين، وقد نصحت له غاية النصح.
فإن كان مقصده من سؤاله العلم، والمدافعة للباطل، فقد بينتَ له ذلك بالاهتداء بهدي الربانيين. كما قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بعد ذكر الرسل السابقين عليه السلام: { فبهداهم اقتده} وأوصى صلى الله عليه وسلم أمته بذلك في قوله: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي..". وقوله " العلماء ورثة الأنبياء".
فالحاصل أيها السائل إن كان سؤالك للاستفادة عما أشكل عليك فهذا بعض جوابه.
وإن كان ذلك اتهام منك للعلماء بأنهم سكتوا عن الباطل فلم يدفعوه، فأخشى ما أخشاه عليك: أن تكون قد تحملت حملا ثقيلا باتهامك لهم أنهم سكتوا عن الصدع بالحق وبيانه، مما يُشعر بأنه تواطؤٌ منهم مع الباطل وأهله. وأعيذك بالله أن تكون كذلك.
نعم. قد يسكت العالم أحيانا لحكمة لا كتمانا للعلم ولا مداهنة ، ولكن لمصلحة اقتضت ذلك، فيظن الجاهل أن الأمر كما توهم، وهذا خطأ، وخطر عليه.
وقد أوضحت لك نصيحتي فيما سبق وأوجزتها رجاء أن ينفعك الله بها.
ثم أعود فاختم ذلك بتذكيرك ونفسي ما أوجب الله علينا جميعا من أداء ما افترض علينا، والدعوة إلى دينه بالحكمة والموعظة الحسنة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعلى كل مؤمن واجبه من ذلك، فلا يهمل ما أوجب الله عليه اتكالا على غيره، والله المستعان وبه الثقة وعليه التكلان.
………………
١٤٣٩/٧/٢٥
حينما سكت أهل الحق على الباطل..ظن أهل الباطل أنهم على حق.
فما قولكم سددكم الله وأدام فضله عليكم.
فأجابه الشيخ علي بن عبد الرحيم حفطه بقوله :
"ولو أن كل كلب عوى ألقمته حجرا
لكان الصخر كل مثقال بدينار .
فأكثر الباطل لو ترك الرد عليه لمات وأضمحل في مكانه،
ولكن بالرد عليه يشتهر وينتشر.
فيحتاج الأمر إلى بصيرة نافذة، ولا تكفي العواطف في تقدير مثل هذه الأمور.
والعلماء الربانيون هم الميزان
فاستمسك بغرزهم تنل السعادة".
....
ثم كان لي هذ التعليق على كلام الشيخ حفظه الله:
السلام عليكم شيخنا المبارك ورحمة الله وبركاته.حفظك الله ونفع بك..
أحسنت وأجملت.
شيخي الكريم:.
فلقد أفدته السائل فائدتين:
الأولى:
عرّفته أن السكوت عن الباطل لا يعني الإقرار به .
فمن المعلوم أن في الإعراض عن الباطل اخماد له، وهذا مقصد شرعي وله شواهد كثيرة منها:
قصة مجادلة عتبة بن ربيعة للنبي صلى الله عليه وسلم حين بعثته قريش لمحاجة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من أمر الرسالة، فكان أول ماقال للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أنت خير أم عبدالله.؟ يعني أبيه.
فسكت النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: هل أنت خير أم عبد المطلب.؟
فسكت النبي صلى الله عليه وسلم.." إلى آخر الخبر.
والشاهد سكوت النبي عليه الصلاة والسلام عن الباطل الذي جاء به عتبة..فلم يدخل معه في جدال عقيم..ولكنه قرر الحق وبيّنه له بتلاوة صدر سورة فصلت.
[سبحان الله - اسمها فصلت- فيه إشارة إلى ضرورة أن يكون جواب المجادل دامغا لباطله.. ومبينا للحق ومفصلا له].
الثانية: بارك الله فيك، ونفعنا بعلمك:
إرشادك إياه إلى أن يستمسك بهدي العلماء الربانيين، وقد نصحت له غاية النصح.
فإن كان مقصده من سؤاله العلم، والمدافعة للباطل، فقد بينتَ له ذلك بالاهتداء بهدي الربانيين. كما قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بعد ذكر الرسل السابقين عليه السلام: { فبهداهم اقتده} وأوصى صلى الله عليه وسلم أمته بذلك في قوله: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي..". وقوله " العلماء ورثة الأنبياء".
فالحاصل أيها السائل إن كان سؤالك للاستفادة عما أشكل عليك فهذا بعض جوابه.
وإن كان ذلك اتهام منك للعلماء بأنهم سكتوا عن الباطل فلم يدفعوه، فأخشى ما أخشاه عليك: أن تكون قد تحملت حملا ثقيلا باتهامك لهم أنهم سكتوا عن الصدع بالحق وبيانه، مما يُشعر بأنه تواطؤٌ منهم مع الباطل وأهله. وأعيذك بالله أن تكون كذلك.
نعم. قد يسكت العالم أحيانا لحكمة لا كتمانا للعلم ولا مداهنة ، ولكن لمصلحة اقتضت ذلك، فيظن الجاهل أن الأمر كما توهم، وهذا خطأ، وخطر عليه.
وقد أوضحت لك نصيحتي فيما سبق وأوجزتها رجاء أن ينفعك الله بها.
ثم أعود فاختم ذلك بتذكيرك ونفسي ما أوجب الله علينا جميعا من أداء ما افترض علينا، والدعوة إلى دينه بالحكمة والموعظة الحسنة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعلى كل مؤمن واجبه من ذلك، فلا يهمل ما أوجب الله عليه اتكالا على غيره، والله المستعان وبه الثقة وعليه التكلان.
………………
١٤٣٩/٧/٢٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق