الخميس، 12 أبريل 2018

صفة الحجاب وفضله



صفة الحجاب وفضله


لقد فرض الله الحجاب على أطهر بيت في الدنيا فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا } (الأحزاب59)

ولقد تفضل الله على المؤمنين فجعلهم أهلاً لأمره، وأشركهم في الخطاب مع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه: { وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ }.

وفي شأن الحجاب يقول الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }. سورة النور ( 30 _ 31 )
قال ابن كثير:" هذا أمرٌ من الله تعالى للنساء المؤمنات؛ وغيرةً منه لأزواج عباده المؤمنين وتمييزاً لهن من نساء الجاهلية وفعال المشركات؛ بأن يغضضن أبصارهن عما حرّم الله عليهن من النظر إلى غير أزواجهن. ويحفظن فروجهن من الفواحش، ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، أي: ولا يظهرن شيئاً من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاءه كالرداء والثياب، وليضربن بخمورهن على جيوبهن، يعني على النحر والصدر فلا يرى منه شيء، فأمر الله المؤمنات أن يستترن في هيئاتهن وأحوالهن ". ( تفسير القرآن العظيم 10/216 ط عالم الكتب )
وصفة الحجاب الشرعي:

 أن تغطي المرأة المسلمة ثيابها برداء واسع لا يصف ولا يشف، من أعلى رأسها إلى أسفل قدميها، ثم تضرب بخمارها وتسدله على وجهها ونحرها وصدرها، حتى لا يُرى شعرها ولا وجهها ولا كفاها ولا قدماها، ولا شيء من زينتها إذا خرجت من بيتها. وعليها أن تجتنب التعطر والطيب عند خروجها من البيت. كما يجب أن يكون الحجاب غير ملفت للنظر بشيء من التطريز أو الزينة، إذ أن المقصود منه صون المرأة عن نظر من لا يحل له النظر إليها. فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: لما نزلت هذه الآية تعني: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية ". (سنن أبي داود4101) 

والفتن اليوم تعصف رياحها من كل حدبٍ وصوب، وترمي سِهامها هنا وهناك.

وإن من فتن هذا الزمان: انخداع بعض النساء بما يبثه دعاة التبرج والسفور الذين ينادون بتحرير المرأة، وإنـما هدفهم تحررها من الدين، وهتك أعراض المسلمين!

 فمن فرّط في أمر أهله بالحجاب والعفاف فسيخسر والله صفقتين لا صفقةً واحدة، ويندم ندماً يعض له اليدين لا اليد الواحدة.

فأما الأولى: فإنه يخسر عرضه، أغلى ما عنده بعد دينه، وذلك إذا تهاون في أمر الله بإقامة بيته على ما يجب من الطهر والعفاف والتقوى.

والثانية: أنه ضيّع الأمانة، أمانة حفظ أهله، وغشه لمن من أمره الله برعايتهم. وعن مصير الغاش لرعيته يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة ".(البخاري ومسلم)

فأي غش أعظم من التهاون في عرض المسلمة، التي جعلها الله أمانة عندك.

فكن أيها المسلم قيّماً على أهلك بأمرهم بتقوى الله، وروّضهم على طاعة الله ورسوله، وحبب إليهم العفاف بفعلك، وكن لهم أنت نِعَّم القدوة في ذلك، وكن حازماً في قوامتك بما يحجزهم عن الشر، ويحوطهم من الفتن، فكما تقوم عليهم في أمر المعاش فكذلك كن في أمر الدين والمعاد، فإنك إن تفعل ذلك؛ يشع النور والطُهر في أرجاء بيتك، وتظلله السعادة والهناء.

وإنّ من فضل الحجاب ومكانته أنّ التزام المرأة المسلمة بحجابها، إنما هو طهر وصيانة لها، لئلا تنالها أعين البطالين وأيدي العابثين، وليس تخلفاً كما يزعم أصحاب الأفكار المنحرفة، كلا، وليس هضماً لحقوقها. وإنما هو شرف وكرامة لها، فما شرع الله الحجاب إلا ليقوم البيت المسلم على الطُهر والعفاف بعيداً عن الفواحش والفتن، فليجتهد كل مؤمن في بذل كل ما يحفظ أهله من غضب الله ومعصيته، وعليه أن يقوم عليهن بما أمر الله من الرعاية والقوامة والتذكير الدائم بالتستر والاحتشام، وليتذكر أن دينه وعرضه أغلى ما عليه. يقول حسان رضي الله عنه:

 أصون عرضي بمالي لا أدنَّسه        لا بارك الله بعد العٍرض في المال.

.............................

محمد بن علي الشيخي

26رجب1439




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خاطرة

         خاطرة   اليوم كما نرى تعج الساحة بالكثير من المشاركات بين كتابات ومقاطع فيديو.. وتحتوي على السمين والغث، والخير والشر.. واختلاط الص...