الخميس، 31 مايو 2018

انكار دخول المسلم النار

[١٦/‏٣ ١:٥٣ م]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله جميع أوقاتك:
من قال:" إنه لا يدخل النار مسلم أبدا وأن الناس إما في النار على طول أو الجنة".
ماهو الرد الصحيح؟
الجواب:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن من عقيدة أهل السنة الجماعة أن المسلم قد يدخل النار بذنوب استحق بها العذاب، يطهره الله ماشاء سبحانه ثم يرحمه فيدخله الجنة، ولا يخلد في النار إلا الكفار.
وعبارة (لا يدخل النار مسلم أبدا فهو إما نار على طول أو جنة.) هذه تدل على عقيدة باطلة، وهي عقيدة الخوارج والمعتزلة:
أن فاعل الكبيرة مخلد في النار فلاتنفعه الشفاعة.
ووافقهم المرجئة الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، فعلى ذلك فالمسلم لا يدخل النار.
وهؤلاء جميعا ينكرون دخول الموحدين النار. وينكرون الشفاعة فيمن دخل النار من المسلمين وخروجهم منها.
والأدلة على فساد هذا القول كثيرة منها الأحاديث التالية:

١- عن أبي سعيد الخدري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"
إذا دخل أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، وأهلُ النَّارِ النَّارَ، يقولُ اللهُ: من كان في قلبِه مثقالُ حبَّةِ من خرْدلٍ من إيمانٍ فأخرِجوه، فيخرجون قد امتُحِشواوعادوا حِمَمًا، فيُلقَوْن في نهرِ الحياةِ، فينبُتون كما تنبُتُ الحبَّةُ في حميلِ السَّيلِ، أو قال: حميَّةِ السَّيلِ - وقال النَّبيُّ ﷺ ألم ترَوْا أنَّها تخرُجُ صفراءَ ملتوِيةً".
أخرجه البخاري (٦٥٦٠) واللفظ له، ومسلم (١٨٤)

٢- عن أنس بن مالك: قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجمعُ اللهُ المؤمنين يومَ القيامةِ كذلك، فيقولون: لو استشْفَعْنا إلى ربنا حتى يُريحَنا من مكانِنا هذا، فيأتون آدمَ فيقولون: يا آدمُ، أما ترى الناسَ، خلقَك اللهُ بيدِه، وأسجدَ لك ملائكتَه، وعلَّمَك أسماءَ كلِّ شيٍء، اشفع لنا إلى ربِّنا حتى يُريحَنا من مكاننا هذا، فيقول: لستُ هُنَاكُمْ، ويذكرُ لهم خطيئتَه التي أصاب، ولكن ائتُوا نوحًا، فإنَّهُ أولُ رسولٍ بعثَه اللهُ إلى أهلِ الأرضِ، فيأتون نوحًا، فيقول: لستُ هُنَاكُمْ، ويذكرُ خطيئتَه التي أصاب، ولكن ائتُوا إبراهيمَ خليلُ الرحمنِ، فيأتون إبراهيمَ فيقول: لستُ هُنَاكُمْ، ويذكرُ لهم خطاياهُ التي أصابها، ولكن ائتُوا موسى، عبدًا آتاهُ اللهُ التوراةَ وكلَّمَه تكليمًا، فيأتون موسى فيقول: لستُ هُنَاكُمْ، ويذكرُ لهم خطيئتَه التي أصاب، ولكن ائتُوا عيسى، عبدُ اللهِ ورسولُه، وكلِمتُه وروحُه، فيأتون عيسى فيقول: لستُ هُنَاكُمْ، ولكن ائتُوا محمدًا ﷺ، عبدًا غُفِرَ له ما تقدَّمَمن ذنبِه وما تأخَّرَ، فيأتونني فأنطلقُ فأستأذنُ على ربي فيُؤذَنُ لي عليه، فإذا رأيتُ ربي وقعتُ له ساجدًا، فيدعني ما شاء اللهُ أن يَدَعَني، ثم يقال لي: ارفع محمدٌ، وقل يُسمع، وسل تُعْطَه، واشفع تُشفَّعْ، فأحمدُ ربي بمحامدَ علَّمنِيها، ثم أشفعُ، فيحدُّ لي حدًّا فأُدخلهم الجنةَ، ثم أرجعُ فإذا رأيتُ ربي وقعتُ ساجدًا، فيدعني ما شاء اللهُ أن يدَعَني، ثم يقال: ارفع محمدٌ، وقل يُسمع، وسل تُعطه، واشفع تُشفَّعْ، فأحمدُ ربي بمحامدَ علَّمنِيها ربي، ثم أشفعُ فيحدُّ لي حدًّا فأُدخلهم الجنةَ، ثم أرجعُ، فإذا رأيتُ ربي وقعتُ ساجدًا، فيدعني ما شاء اللهُ أن يدعني، ثم يقال: ارفع محمدٌ، قل يُسمع، وسل تُعطه، واشفع تُشفَّعْ، فأحمدُ ربي بمحامدَ علَّمنِيها، ثم أشفعُ فيحدُّ لي حدًّا فأُدخلهم الجنةَ، ثم أرجعُ فأقول: يا ربِّ ما بقيَ في النارِ إلا من حبسَه القرآنُ، ووجب عليه الخلودُ . قال النبيُّ ﷺ: يخرجُ من النارِ من قال لا إلهَ إلا اللهُ، وكان في قلبِه من الخيرِ ما يَزِنُ شعيرةً، ثم يخرجُ من النارِ من قال لا إلهَ إلا اللهُ، وكان في قلبِه من الخيرِ ما يَزِنُ بَرَّةً، ثم يخرجُ من النارِ من قال لا إلهَ إلا اللهُ، وكان في قلبِه ما يَزِنُ من الخيرِ برّة ". صحيح البخاري ٧٤١٠ واللفظ له، ومسلم (١٩٣) •

٣- عن أبي هريرة: أنَّ النَّاسَ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، هل نَرى ربَّنا يومَ القيامَةِ؟ فَقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: هل تُضارُّونَ في القَمرِ ليلةََ البدرِ؟ قالوا: لا يا رَسولَ اللهِ. قال: فَهل تُضارُّونَ في الشَّمسِ ليسَ دونَها سَحابٌ؟ قالوا: لا يا رَسولَ اللهِ. قال: فإنَّكُم تَرَوْنه كذلكَ، يَجمعُ اللهُ النَّاسَ يومَ القيامَةِ، فيَقولُ: مَن كان يَعبُدُ شيئًا فلْيَتبَعْه. فيَتَّبعُ مَن كان يَعبدُ الشَّمسَ الشَّمسَ، ويَتَّبعُ مَن كان يَعبدُ القَمَر القَمرَ، ويَتَّبعُ مَن كان يَعبدُ الطَّواغيتَ الطَّواغيتَ، وتَبقى هَذه الأُمَّةُ فيها شافِعوها، أو مُنافِقوها.. فيَأتيهُم اللهُ فيَقولُ: أنا ربُّكم، فيَقولونَ: هَذا مَكانُنا حتَّى يَأتيَنا ربُّنا، فإذا جاءَنا ربُّنا عَرفْناه، فيَأتيهِم اللهُ في صورَتِه الَّتي يَعرِفونَ، فيَقولُ: أَنا ربُّكم. فيَقولونَ: أنتَ ربُّنا فيَتبَعونَه، ويُضرَبُ الصِّراطُ بينَ ظَهري جَهنَّم، فأَكونُ أنا وأُمَّتي أوَّلَ مَن يُجيزُها، وَلا يَتكلَّم يَومئذٍ إلَّا الرُّسلُ، وَدَعوى الرُّسلِ يَومَئذٍ: اللَّهمَّ سلِّم سلِّم! وَفي جهنَّمكَلاليبُ مِثلُ شَوكِ السَّعْدانِ، هل رَأيتُم السَّعدانَ؟ قالوا: نَعَم يا رَسولَ اللهِ. قال: فإنَّها مثلُ شَوكِ السَّعدانِ، غيرَ أنَّه لا يَعلمُ ما قَدرُ عِظَمِها إلَّا اللهُ، تَخطَّف النَّاسُ بِأعْمالِهِم، فمِنهُم المُؤمنُ يَبقى بِعَملِه، أوِ الموبَقُ بِعملِه، أوِ الموثَقُ بعمَلِه، ومِنهُمُ المُخَرْدلُ، أوِ المُجازَى، أو نَحوَه، ثُمَّ يَتجلَّى، حتَّى إذا فَرغَ اللهُ مِنَ القَضاءِ بينَ العبادِ، وأَراد أن يُخرِجَ بِرَحمتِه مَن أراد مِن أهلِ النَّارِ، أَمَر المَلائكةَ أن يُخرِجوا منَ النَّارِ مَن كان لا يُشرِكُ باللهِ شَيئًا، ممَّن أَراد اللهُ أنْ يَرحَمَه، ممَّن يَشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللهُ، فيَعرِفونَهم في النَّارِ بأَثرِ السُّجودِ، تَأكلُ النَّارُ ابنَ آدمَ إلَّا أَثرَ السُّجودِ، حرَّم اللَّهُ على النَّارِ أن تَأكُلَ أَثرَ السُّجودِ، فيَخرُجونَ منَ النَّارِ قدِ امتَحَشوا، فيُصبُّ عَليهم ماءَ الحياةِ، فيَنبُتونَ تَحته كَما تَنبتُ الحبَّةُ في حَميلِ السَّيلِ، ثُمَّ يَفرَغُ اللهُ مِنَ القَضاءِ بينَ العِبادِ، ويَبْقى رجلٌ مُقبِلٌ بِوَجههِ على النَّارِ،  هوَ آخِرُ أهلِ النَّارِ دُخولُا الجنَّةَ، فيَقولُ: أيْ ربِّ، اصْرِفْ وَجهي عنِ النَّارِ، فإنَّه قد قَشبَني ريحُها، وأَحرَقَني ذكاؤُها. فيَدعو اللهُ بِما شاء أن يَدعوَه، ثُمَّ يَقولُ اللهُ: هل عَسيتَ إن أُعطيتَ ذلكَ أن تَسألَني غيرَهُ. فيَقولُ: لا وعِزَّتِك، لا أَسألُك غيرَهُ. ويُعطي ربَّه مِن عهودٍ ومَواثيقَ ما شاءَ، فيَصرِفَ اللهُ وجْهَه عنِ النَّارِ، فإذا أَقبلَ على الجنَّةِ وَرآها سَكتَ ما شاءَ اللهُ أن يَسكُتَ، ثُمَّ يَقول: أيْ ربِّ، قَدِّمْني إلى بابَ الجنَّةِ. فيَقولُ اللهُ لَه: أَلَستَ قد أَعطيتَ عُهودَك ومَواثيقَك أن لا تَسألَني غيرَ الَّذي أَعطيتَ أبدًا! وَيلَك يا ابنَ آدمَ ما أَغدَرَك! فيَقولُ: أي ربِّ، ويَدْعو اللهَ حتَّى يَقولَ: هل عَسيتَ إنْ أُعطيتَ ذلكَ أن تَسألَ غَيرَه، فيَقولُ: لا وَعزَّتِك لا أَسألُك غيرَه. ويُعطي ما شاء مِن عهودٍ ومَواثيقَ، فيُقدِّمُه إلى بابِ الجنَّةِ، فإذا قام إلى بابِ الجنَّةِ انفَهَقت له الجنَّةُ، فَرَأى ما فيها منَ الحَبرةِ والسُّرورِ، فيَسكتُ ما شاء اللهُ أنْ يَسكتَ، ثُمَّ يَقولُ: أيْ ربِّ أَدخِلْني الجنَّةَ. فيَقولُ اللهُ: أَلَستَ قد أَعطيتَ عُهودَك ومَواثيقَكَ أن لا تَسألَ غيرَ ما أُعطيتَ! فيَقولُ: وَيلَك يا ابنَ آدمَ ما أَغدَرَك! فيَقولُ: أيْ ربِّ لا أَكوننَّ أَشْقى خَلقِك، فَلا يَزالُ يَدعو حتَّى يَضحَكَ اللهُ مِنه، فإذا ضَحِك مِنه قال له: ادخُلِ الجنَّةَ. فإذا دَخَلها قال اللهُ له: تَمنَّه، فسألَ ربَّه وتَمنَّى، حتَّى إنَّ اللهَ لَيُذكِّرُه، يَقولُ: كَذا وَكذا، حتَّى انقَطعتْ به الأَمانيُّ، قال اللهُ: ذلك لكَ ومِثلُه مَعَه. قال عَطاءُ بنُ يَزيدَ: وأبو سَعيدٍ الخُدريُّ مَع أبي هُريرةَ، لا يَردُّ عليه مِن حَديثِه شيئًا، حتَّى إذا حَدَّث أبو هُريرةَ: أنَّ اللهَ تَبارَك وتَعالى قال: ذلكَ لكَ ومِثلُه مَعه. قال أبو سَعيدٍ الخُدريُّ: وعَشرةُ أَمثالِه مَعَه يا أبا هُريرةَ. قال أبو هُريرةَ: ما حَفِظتُ إلَّا قَولَه: ذلكَ لكَ ومِثلُه مَعه. قال أبو سَعيدٍ الخُدريُّ: أَشهدُ أنِّي حَفِظتُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قولَه: ذلكَ لكَ وعشرةُ أَمثالِه. قال أبو هُريرةَ: فذلكَ الرَّجلُ آخِرُ أَهلِ الجنَّةِ دُخولًا الجنَّةَ".
صحيح البخاري ٧٤٣٧.
…… ..
الجمعة ١٤٣٩/٦/٢٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خاطرة

         خاطرة   اليوم كما نرى تعج الساحة بالكثير من المشاركات بين كتابات ومقاطع فيديو.. وتحتوي على السمين والغث، والخير والشر.. واختلاط الص...