الأحد، 2 ديسمبر 2018

قصة العباءة والأعمى..

قصة العباءة والأعمى.

قصة العباءة التي يقال أن أحد الصحابة طلبها من النبي صلى الله عليه وسلم ثم باعها في السوق واشتراها رجل أعمى فتبرك بها فرد الله عليه بصره...الخ                                 
لم أقف على شيء من ذلك. وقد بحثت فلم أجد من ذكرها من أهل الحديث.
والذي يظهر والله أعلم عدم صحتها. وخصوصا أنها تشتمل على عبارات منكرة ومنها قوله:( يا رب بحق رسول الله.. ) فالدعاء بهذه الكيفية لم يكن من هدي الصحابة رضوان الله عليهم.
وقوله:( انظري يا عائشة إلى تلك العباءة فقد أغنت فقيرا وشفت مريضا, وأعتقت عبدا..).
 فمحال أن يكون هذا من كلام أكمل الناس إيمانا وتوحيدا صلى الله عليه وسلم , فينسب إلى العباءة إغناء الفقير وشفاء المريض..!
وغالب ظني ومبلغ علمي أنها قصة مكذوبة وموضوعة لا يجوز التحدث بها ونشرها.
وثمت أمور مهمة ويسيرة في نفس الوقت يجب التنبه لها.
فأوﻻً: إن كثيرا من القصص واﻷخبار الغريبة تنشر على أنها أحاديث وقد تستمل على بعض العبارات أو جمل من الحديث، وتدمج في ثنايا الخبر أو القصة ثم تنشر على أنها أحاديث.
وقد يكون الهدف منها حب الخير . ولكن لغلبة الجهل والكسل فإن بعض الناس إذا أعجبته القصة نشرها وحث غيره على ذلك . وهذا خطأ نحتاج إلى تلافيه بالتورع والسؤال إذا أشكل علينا شيء من ذلك.
وثانيا: أن يكون وراء نشر هذه اﻷخبار الواهية واﻷحاديث المكذوبة مغرضون يقصدون تشويه عقائد الناس وإضلالهم فهؤﻻء يجب الوقوف لهم بالمرصاد ورد ضلاﻻتهم  بنشر العلم الشرعي الصحيح وحث الناس عليه.
 ثالثاً: يجب على كل مسلم ناصح لدينه ولنبيه صلى الله عليه وسلم أن يذبّ عن دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم وأن ينكر على من يسعى لتشويه سمعة النبي صلى الله عليه وسلم بنشر الأخبار الواهية والقصص المنكرة والمكذوبة. وذلك من النصيحة للنبي صلى الله عليه وسلم كما في قوله:" الدين النصيحة", قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله .." قال ابن دقيق العيد في شرحه للأربعين النووية" وأما النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم فتصديقه على الرسالة، والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه، ونصرته حياً وميتاً، ومعاداة من عاداه، وموالاة من والاه، وإعظام حقه، وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته، وإجابة دعوته، ونشر سنته ونفي التهمة عنها، واستئثار علومها والتفقه في معانيها، والدعاء إليها، والتلطف في تعليمها، وإعظامها وإجلالها، والتأدب عند قراءتها، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها؛ والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه، ومحبة أهل بيته، وأصحابه، ومجانبة من ابتدع في سنته، أو تعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك." آه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
 محمد بن علي الشيخي
١٤٣٥/١/٢٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خاطرة

         خاطرة   اليوم كما نرى تعج الساحة بالكثير من المشاركات بين كتابات ومقاطع فيديو.. وتحتوي على السمين والغث، والخير والشر.. واختلاط الص...