الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

أسوار القلوب

   رفع أسوار القلوب.
قال أحد الإخوة الفضلاء:
" زرت أحد كبار السن ممن لا يجيد القراءة والكتابة ، ولكنه يجيد فنون هذه الحياة التي غرق فيها كثير من الناس إلا من رحم الله .
ومن أجمل مادار في ذلك المجلس كلام يكتب بماءالذهب، حيث كان الحديث عن فتنةالجوال، وما أحدثه من مصائب بين الفتيات والفتيان. ومما قاله هذا الرجل بالحرف الواحد ( نحن رفعنا أسوار بيوتنا ولم نرفع أسوار القلوب) خوفا من الجار أو الحرامي أو أي عين تنظر إلى محارمنا، ولم نفطن لرفع أسوار قلوب أولادنا بمراقبة الله والخوف منه.
فهذا الجهاز اقتحم غرف النوم والبيوت وأسرار الأسر وهتك من الحرمات ما الله به عليم ..".
انتهى.

أقول مستعينا بالله تعالى: كلام هذا الرجل صحيح ، وهو واقع كثير منا مع شديد الأسف. والمسؤولية كبيرة ..ولابد من العلاج الجذري الفعال والسريع في نفس الوقت لتدارك هذا البلاء، والمبادرة بمكافحته قبل استفحاله.
صحيح أن كل أحد أعرف بالطريقة الملائمة له ولأولاده، وهو أحرص عليهم من غيره.
لكننا عندما نتصوّر الخطر الناجم عن إهمال هذا الجانب من التربية والرعاية ، ندرك ضرورة المبادرة بالعلاج.
فقط للتذكير: - لاقدر الله - لو وقع أحد الأولاد ضحية ساحر، أو إرهابي،
أو فاسق مفسد، أو منصر مجرم، كيف الخلاص من هذه المصيبة والفاجعة؟
وما هي الطريقة الناجعة التي يرجى نفعها بإذن الله في هذا الشأن.؟
السلامة والتوفيق بيد الله قبل شيء ، نعم.
ولكن من الضروري الأخذ بالأسباب، فمن وجهة نظري أنها تتلخص في الخطوات التالية:

- تقوى الأبوين في مقدمة ذلك كله،
وإنّ من التقوى رعاية أمانة الأولاد في دينهم. ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " كُلكم راع ومسؤول عن رعيته،: الْإِمام راع ومسؤول رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية ومسؤولة عن رعيتها..".
وقال صلى الله عليه وسلم:" مَا من عبد استرعاه الله رعية ، فلم يحطها بنصيحة إِلَّا لم يجد رائحة الجنة". صحيح البخاري. وفي صحيح مسلم:"ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إِلَّا حَرّم الله عليه الجنة ".

- ثم كثرة الدعاء بصلاح الذرية، والمداومة على ذلك.

- إدراك خطر هذه الفتنة سبب قوي في العزم على التصدي لها بكل حزم وإصرار .

- تقوية العلاقة العاطفية بين الأب وابنه وابنته من جهة، والأم والبنين والبنات من الجهة الثانية.

- المصارحة للأولاد ومكاشفتهم بحجم الخطر المحدق بهم جراء التساهل والانجراف مع تيار هذه الفتنة.

- تشجيعهم على تقوية علاقتهم بالله تعالى من خلال الصلاة الخاشعة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتلاوة القرآن بالتدبر والترتيل.

- اغتنام كل فرصة سانحة لترسيخ وتقوية الإيمان بالله تعالى وأسمائه الحسنى وصفاته.

- تنبيه الأولاد إلى مخاطر الجوال وسائر أجهزة الأتصال ، وضرورة قصر استعمالها فيما ينفع الإنسان في دينه ودنياه ، والحذر من أن تكون وسيلة لهدم دينه وذهاب شرفه وكرامته.
فلنحذر جميعا ولنتبه للخطر الحاصل عن سوء استخدام هذه الأجهزة.
اللهم جنّبنا جميعا منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء.
….………………………
محمد بن علي الشيخي
١٤٤٠/٤/١٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خاطرة

         خاطرة   اليوم كما نرى تعج الساحة بالكثير من المشاركات بين كتابات ومقاطع فيديو.. وتحتوي على السمين والغث، والخير والشر.. واختلاط الص...