الاثنين، 4 فبراير 2019

تصحيح النية


الإخلاص لله تعالى هو الدين القيم، وهو طريق الفلاح وسبب السعادة الأبدية.
وهو رأس المال، والربح المضمون.
فقبل القيام بالعمل الصالح يجب أن تكون نية المسلم بعمله ابتغاء وجه الله وثواب الآخرة.
ويصحح نيته كيلا يخالطها أي قصد آخر، فلا يعمل العمل الصالح مثلا رجاء أن ينال منه فائدة دنيوية. فمثلا عند صلته للرحم لا يكن القصد المكافأة على صلتهم له، أو طلبا لطول العمر..
وإن تصدق لا تكن نيته بصدقته رجاء البركة في الرزق، أو العافية من مرض، أو دفع مكروه..ونحو ذلك من حظوظ النفس.
فإن ذلك ينافي الإخلاص ويفوّت ثواب العمل وبركته. قال الله تعالى:﴿مَن كانَ يُريدُ الحَياةَ الدُّنيا وَزينَتَها نُوَفِّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فيها وَهُم فيها لا يُبخَسونَ﴾.
وليكن قصده الأول ونيته بالطاعة وأي عبادة من العبادات وجه الله وحده.
وإن عمل عملا صالحا وقصد به، مراءاة الناس، أو طلبا لمدحهم وثنائهم، فهذا من الرياء ، وهو شرك ، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى:"من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه". (مسلم: ٢٩٨٥).
ومن يعمل بلا إخلاص فهو كمن يبني على شفا جرفٍ هارٍ.
والموفق من يحرص قدر الإمكان على إخفاء الطاعات والأعمال الصالحة ، فذلك أقرب إلى الإخلاص وأدعى للقبول. فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله :( رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه ).
فالأول اجتهد في إخفاء صدقته، والثاني حرص في خلوته على ذكر الله والبكاء من خشيته.
فإذا عملت أيها الموفق طاعةوقمت بعبادة من العبادات فأخلص لله قصدك ونيتك، وسيأتيك من الخير مالم يكن في الحسبان مع الخير الوفير والأجر العظيم.
………… .
١٤٤٠/٥/٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خاطرة

         خاطرة   اليوم كما نرى تعج الساحة بالكثير من المشاركات بين كتابات ومقاطع فيديو.. وتحتوي على السمين والغث، والخير والشر.. واختلاط الص...