الثلاثاء، 21 مايو 2019

ادخلوا في السلم كافة


 دين الإسلام  بأركانه وشُعبه وكلياته وجزئياته، يجب أن يكون الإيمان به عقيدة راسخة استسلاما وانقيادا لنصوصه، وتعظيما لحدوده، وامتثالاً لأحكامه، وتصديقاً لأخباره.
يقول الله عزوجل: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا ادخُلوا فِي السِّلمِ كافَّةً وَلا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ﴾.
 ترتيب هذه الآية جاء بعد كثير من  أحكام الدين وأركانه، فقد سبقتها آيات في شأن الإيمان والصلاة والصيام والحج وغير ذلك، فكأنما جاءت لتأكيد الالتزام بجميع ماسبق من فرائض الدين. 
فقد أمر الله تعالى فيها عباده المؤمنين بالدخول في "الإسلام، والعمل بجميع الأعمال ووجوه البر"[تفسير ابن كثير٢٧٣/٢].
و"المخاطب بذلك جميع المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم، والمعنى: أمرهم الله بالثبوت في الإسلام، والزيادة من التزام حدوده، وتستغرق "كافة" حينئذ المؤمنين، وجميع أجزاء الشرع".[تفسير ابن عطية ٧٥١/١].
ومع ذلك يجب أن يكون معلوما ومتقررا لكل مؤمن أنه لا خيار له في أخذ ماشاء من دين الله، وترك ماشاء، أو أنه مخير في ذلك، وقد أخبر الله تعالى أن ذلك من فعل اليهود فقال سبحانه مُنكرا عليهم:{أَفَتُؤمِنونَ بِبَعضِ الكِتابِ وَتَكفُرونَ بِبَعضٍ}.
فلا يصح الإيمان أبدا إلا بقبول كل ماجاء عن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، والرضا به والتسليم المطلق له، يقول الله سبحانه:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لا يَجِدوا في أَنفُسِهِم حَرَجًا مِمّا قَضَيتَ وَيُسَلِّموا تَسليمًا}.ويقول تعالى:{وَما كانَ لِمُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسولُهُ أَمرًا أَن يَكونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالًا مُبينًا}.
 ثم يجب على المؤمن الثبات على دين الله، والترقي في سُلم الإيمان بزيادة اليقين، والعلم الشرعي الذي يعين على ذلك، ويحرص على تحقيق كل ما بوسعه من شُعب الإيمان لينال بذلك حظه من قول الله تعالى:{ ويزيد الله الذين اهتدوا هدًى}. ويزداد إيمانا وقربا من ربه جل وعلا.
….…………………………
محمد بن علي الشيخي
١٢/رمضان/١٤٤٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خاطرة

         خاطرة   اليوم كما نرى تعج الساحة بالكثير من المشاركات بين كتابات ومقاطع فيديو.. وتحتوي على السمين والغث، والخير والشر.. واختلاط الص...