الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:يقول الله تعالى:﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾
فالحكمة التي من أجلها فُرض علينا الصيام هي تحصيل التقوى.
وتقوى الله: أعظم المكاسب وأعلى المراتب، من نالها فهو من المفلحين، يقول تعالى آمراً بتقواه: ﴿.. فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الأَلبابِ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾.
لذلك يجب على المسلم أن يحرص على كل ما يقرّبه من الله بتقواه وطاعته التي فيها رضاه وثوابه.
والبعد عن المعاصي والسئيات التي تكون سببا لسخط الله وعذابه.
فالصيام ليس تركا لما أحل الله من الطعام والشراب فحسب، بل مع ذلك وقبله: اجتناب ما حرّم الله.
يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:" من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". [البخاري:٦٠٥٧ ]
والمراد بذلك البعد عن كل مايفسد الصوم من المعاصي، فقد حرّم الله على الصائم ما أحله له، فكيف بماهو حرام أصلا.
فينبغي للصائم تعظّيم رمضان بالمبالغة في الطاعة والتوبة حتي يغفر الله له، ففي الحديث"رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له".[الترمذي وحسّنه: ٣٦٤٥].
فليشغل الصائم أوقاته في رمضان بكثرة العبادات وتنوعها من صلاة وتلاوة للقرآن وذكر وصدقة.. وليكن ضنينا بوقته عن الإضاعة فيما لاينفعه، فإن من الحرمان أن ينقضي هذا الشهر ولم يفز المسلم فيه بمطلوبه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" رُبّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش،ورُبّ قائم حظه من قيامه السهر".[ابن ماجه١٦٩٠ والدارمي ٢٧٢٠والحاكم ١٦١٢وصححه].
فرمضان موسم عظيم للمتاجرة مع الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ، قال اللَّهُ عز وحل: إِلَّا الصيام فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي..".[ البخاري: ٥٩٢٧ومسلم١١٥١ ]
فاتقوا ربكم واستكثروا من الطاعات ﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ﴾.
.. ....… ...
٣ رمضان١٤٤٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق