الأحد، 16 يونيو 2019

خطر النفاق


خطر النفاق وصور منه.

النفاق نوع من أنواع الكفر بل هو أخطرها وأخبثها.
وحقيقته: إظهار الإسلام، وإسرار الكفر، وعداوة الدين، وبغض المؤمنين.
وما ورد من الآيات والأحاديث في شأن النفاق وأوصاف المنافقين، إنما ذلك للتحذير منه وبيان سوء عاقبته.

واليوم يظهر خطر النفاق من خلال ما يُسمع أو يُبث في القنوات والصحف من الدعوة للفتن، وإثارة البلبلة والتشكيك في أمور الدين، والتلبيس على المسلمين بغية إضلالهم وتشويه عقائدهم.
فيسعى المنافقون في ذلك سعياً حثيثاً، ويواصلون مكرهم طمعا في تحقيق أهدافهم الخبيثة كما قال الله عنهم:{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.
وقد حذر الله عز وجل من كيدهم وبين خطرهم فقال عز وجل:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ }.
وقد أخبر الله بأنهم هم العدو الحقيقي، فقال تعالى:{ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون}.
فهذه جرائمهم قديما، وصفاتهم التي لا ينفكون عنها، بيْدَ أن
مكرهم مهما بلغ، فإنه محيط بهم.

وللنجاة من الفتن عموماً والنفاق خصوصاً أسباب معلومة، منها:
- الاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
- والتعوذ بالله من النفاق.
- الحذر من التلبّس بشيء من صفات المنافقين وأعمالهم، فإنها خطيرة ومتنوعة، فمنها:
- الإعراض والصدود عن وحي الله يقول تعالى:{ وَإِذا قيلَ لَهُم تَعالَوا إِلى ما أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسولِ رَأَيتَ المُنافِقينَ يَصُدّونَ عَنكَ صُدودًا}.
- ومنها: موالاة الكفار، يقول الله عز وجل:{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}.
- ومن ذلك: مناصرتهم لليهود والنصارى. يقول الله عز وجل:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}.
- ومن صفاتهم أيضا:الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف يقول الله سبحانه عنهم :{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}.
- ومنها: المخادعة، والتكاسل عن الصلاة، والرياء، وقلة ذكر الله يقول تعالى عنهم :{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}.
- ومن أوصافهم المشينة وأعمالهم القبيحة، ما بيّنه الله تعالى في أوائل سورة البقرة بقوله:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}.

فمن تأمل القرآن والسنة، عرف صور النفاق وأنواعه، وتبين له خطر النفاق، فإن من صوره التي كانت بالأمس ونراها اليوم من المنافقين واقعاً مشاهداً:
السخرية بالدين.
والاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم .
وسب الصحابة رضي الله عنهم. والسخرية من المؤمنين، ولمزهم. وكراهية انتصار الدين..
إلى غير ذلك من علامات المنافقين وأعمالهم الخبيثة، ولشدة كفرهم وجرمهم كان جزاؤهم ومصيرهم ما أخبر الله تعالى عنه بقوله: ﴿إِنَّ المُنافِقينَ فِي الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُم نَصيرًا﴾.

وبعد:
فهذه إلمامة موجزة فيها تذكير بصور من النفاق وتحذير من خطره، ومن دسائس المنافقين وأعمالهم، أعاذنا الله من ذلك.
…………………… .
١٤٤٠/١٠/١٣

      

هناك تعليق واحد:

خاطرة

         خاطرة   اليوم كما نرى تعج الساحة بالكثير من المشاركات بين كتابات ومقاطع فيديو.. وتحتوي على السمين والغث، والخير والشر.. واختلاط الص...