إضاءات حول تعظيم الأحكام الشرعية:
خلق الله عز وجل الإنس والجن لعبادته وحده، وبيّن لهم ما يجب له عليهم من حقه، وفرض لهم دينا قويما وشرعا حكيما، فمن وفّى واتقى وحفظ حدوده فهو موعود بالثواب العظيم، ومن ضيع حق الله وتعدى حدوده فله عذاب مهين.
- فيجب أن يُكون متقررا عند العامة والخاصة أن الأحكام والحدود الشرعية ثوابت قطعية، لا تعارض ولاتقارع.
- يجب الإيمان بها، والتعبد لله بموجبها، والاحتكام إليها، والتسليم بها، وتعظيمها، يقول الله جلا وعلا:{وَما كانَ لِمُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسولُهُ أَمرًا أَن يَكونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالًا مُبينًا.}. ويقول تعالى:{ ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ}.
- وفي المقابل لا يحق لكائن من كان تغيير أحكام الله أو تعدي حدوده، يقول الله سبحانه:{تِلكَ حُدودُ اللَّهِ فَلا تَعتَدوها وَمَن يَتَعَدَّ حُدودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ}. ويقول عز وجل:{وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدودَهُ يُدخِلهُ نارًا خالِدًا فيها وَلَهُ عَذابٌ مُهينٌ}.
وليس لأحد مهما كانت مكانته، سواء كان فردا أو هيئة اسقاط حد من حدود الله أو تعطيله، يقول الله تعالى:{ تِلكَ حُدودُ اللَّهِ فَلا تَقرَبوها}.ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لحِبه أسامة بن زيد:" اتشفع في حد من حدود الله،".
[البخاري٣٤٧٥]. وفي رواية:" أتكلمني في حد من حدود الله".[البخاري:٤٣٠٤].
- أحكام الله وحدوده كلها حكمة ورحمة وعدل وكمال، شملت وكفلت مصالح العباد في دينهم ودنياهم وآخرتهم.
فمن استعاض عنها بغيرها، أو لم يرض بها، فقد خرج من السعة والعدل والرحمة، إلى الفسق والظلم والكفر. يقول الله عز وجل:{ وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الكافِرونَ}، ويقول سبحانه:{وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ}.ويقول تعالى:{وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَالِمُونَ}.
- يجب تنزيه شرع الله عن تقنين العابثين وتعطيل الفاسقين وتنقص المجرمين، فدين الله كامل لا يقبل الزيادة ولا النقصان، وأحكامه وحدوده وفرائضة كلها شريعة مطهرة تنزيل من حكيم حميد.
١٤٤٠/١٢/٢
محمد بن علي الشيخي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق