الاثنين، 19 مايو 2025

المنة الكبرى

 

          المنة الكبرى

أحسب أنّ من المؤمنين فئامًا ممن لا يدرك قيمة الهداية للإيمان إلا يوم الدين..  

أيها المؤمن! 

قل الحمد لله، ثم تأمل هذه الآيات وعش معها ذلك الشعور الذي يجل عن الوصف، ويدعو للاغتباط العظيم بنعمة الهداية التي جعلها الله تفضلاً منه سبباً  للنجاة من النار وعذابها، والفوز بالجنة ونعيمها .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۤ أُو۟لَئـّٰۤكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ • وَنَزَعۡنَا مَا فِی صُدُورِهِم مِّنۡ غِلࣲّ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَـٰرُۖ وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی هَدانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِیَ لَوۡلَاۤ أَنۡ هَدَنَا ٱللَّهُۖ لَقَدۡ جَاۤءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّۖ وَنُودُوۤا۟ أَن تِلۡكُمُ ٱلۡجَنَّةُ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ }.


-الاعتراف بالمنة والافتقار إلى الله واستشعار تفضله عليهم: {وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِیَ لَوۡلَاۤ أَنۡ هَدَانَا ٱللَّهُۖ}

-بسبب اجتماع الإيمان والعمل الصالح تتحقق لهم الهداية  والفوز  بهذا النعيم، قال الله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ یَهۡدِیهِمۡ رَبُّهُم بِإِیمَـٰنِهِمۡۖ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَـٰرُ فِی جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِیمِ • دَعۡوَاهُمۡ فِیهَا سُبۡحَـٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِیَّتُهُمۡ فِیهَا سَلَـٰمࣱۚ وَءَاخِرُ دَعۡوَاهُمۡ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ}.

-وفي الآيات الثلاث التالية تأمل أيها الموفق بعض أصناف النعيم ثم استشعر أن أفضل ما وجد المؤمنون للتعبير عن شكر ربهم أن أثنوا عليه تعالى بالحمد شاكرين ما نالهم من طيب المقام.. 

{ جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ یَدۡخُلُونَهَا یُحَلَّوۡنَ فِیهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبࣲ وَلُؤۡلُؤࣰاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِیهَا حَرِیرࣱ • وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِیۤ أَذۡهَبَ عَنَّا ٱلۡحَزَنَۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورࣱ شَكُورٌ • ٱلَّذِیۤ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلۡمُقَامَةِ مِن فَضۡلِهِۦ لَا یَمَسُّنَا فِیهَا نَصَبࣱ وَلَا یَمَسُّنَا فِیهَا لُغُوبࣱ}.

وقوله سبحانه: { وَسِیقَ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَ ٰ⁠بُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَـٰلِدِینَ • وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَیۡثُ نَشَاۤءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَـٰمِلِینَ}. 

ومع ذلك الاحتفاء بالمتقين من الملائكة حين تزفهم إلى الجنة.. وترحب بهم، وتفتح لهم أبوابها، موعودين فيها بالخلود الأبدي ، فبادروا تعبيراً عن الغبطة بما نالوا من الفضل {وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَیۡثُ نَشَاۤءُۖ}..

ثم ختم السياق بالإشارة إلى أهمية العمل والتذكير بأهميته في قوله تعالى: { فنِعم أجر العاملين}.

 إنه العمل الصالح الذي قدموه في الدنيا الذي هداهم الله له، وهذا أوان جزائه.

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والسداد. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأضحية..

                 الأضحية..  أول شأنها كانت فداء لنبي الله إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسلام.  ثم بفضل الله ورحمته جعلها من بهي...