العروة الوثقى
نحن في هذه الحياة وخصوصًا في هذا الزمان نعيش مرحلة اختبار غريب وقوي بكل معاني القوة..
محن وزلازل وابتلاءات وفتن.!
أشبه ما يكون الحال فيها بحال قوم في مركب في بحر هائج تتقاذفه الأمواج والرياح من كل جانب..
فضعيف الإيمان يضطرب فؤاده، ويتقلب من جانب إلى جانب، فهو من الفريق الذين قال الله فيهم: { فَإِذَا جَاۤءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَیۡتَهُمۡ یَنظُرُونَ إِلَیۡكَ تَدُورُ أَعۡیُنُهُمۡ كَٱلَّذِی یُغۡشَىٰ عَلَیۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِ} فلا يلبث أن تأتيه موجة قوية فتقذفه في البحر، فلا تسأل عن حاله..!
كم يلبث من الوقت قبل أن يغرق أو يلتهمه بعض هوام البحر..!!
ياحسرته حين طمح نظره إلى المركب فرأى أناساً متشبثين بحبال المركب وساريته، متضرعين إلى الله وقلوبهم ملأى برجائه عامرة بالتقوى، صدّقوا بأفعالهم قول الله لهم :{ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} وقوله سبحانه: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها} وقول نبيهم صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ.." (أبو داود والترمذي وابن ماجه) .
وقوله صلى الله عليه وسلم:"إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده ابداً". (صحيح ابن حبان).
فهم على هذا الحال حتى إذا هدأت العاصفة، وساروا الهوينا حتى رسوا على شاطئ النجاة.!
فبادروا برفع أيديهم إلى السماء قائلين: الحمد الله الذي نجانا من الكرب العظيم.
تُرى كم هي فرحتهم بالنجاة، وشكرهم لله ؟! حين قالوا:
{الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}..
فالتقوى في زمن الرخاء عدة ونجاة عند الشدائد.
فهنيئاً لمن اعتصم بالقرآن والسنة، وعضّ عليها بالنواجذ ، وأعانه الله وثبته على الحق حتى يجوز مرحلة الابتلاء، وتنجلي الغمة وهو مقبل غير مدبر، صابر محتسب متفائل وواثق بوعد الله، حامدٌ ربه شاكرٌ.
اللهم اجعلنا جميعاً من هذا الفريق ياذا الجلال الإكرام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق