الاثنين، 27 مايو 2019

أسود وأبيض


 لا يُلزم تعميم الحكم. 
فقد يغني الوصف عن تعميم الحكم والجزم به.
فيقال مثلا: ابتعد كثير من المسلمين عن الدين، وحصل منهم التفريط في شرائعه والجهل والابتداع كما هو الحال المشاهد. أقول هذا حين وقفت على عبارة‏"العالم ‎الإسلامي اليوم قسمان: القسم الأول: يعاني الحروب والدمار والفقر والجوع والاضطهاد.
والقسم الثاني: ليس لهم نصيب من الإسلام إلا الاسم فقط".
فهذا القول يشي بنظرة تشاؤم ، وقد تكون عن غير قصد.
ثم لماذا أهمل ذكرهم، هل ذلك عن نسيان، أم هو نفي لوجودهم؟!
لكنه لم يذكر عامة المسلمين الآمنين الملتزمين بدينهم؟!
على كل حال فتقسيم المجتمع المسلم بهذا النسبة لا يتفق مع ميزان العدل. فالمجتمعات فيها من الخير  والتدين- نعم- ومنهم المقصر، ولكن لا يقال العالم الإسلام قسمان : قسم يعاني المصائب، والبقية ليس لهم من الإسلام إلا اسمه. هذا شطط في القول، وجور في الحكم، وقد يكون الداعي لذلك اليأس الذي تسرب إلى نفوس بعض المسلمين، لكثرة ما يواجهون من نكبات، وبُعد عن الدين. لكن هذا لا يبرر التجاسر  بالحكم على أن المجتمع الفلاني ليس له من الإسلام إلا الأسم فقط.
نعم، لا ننكر وجود طوائف كثيرة ضلت عن الجادة كالخوارج  والمرجئة. وأخرى أشد بعدا عن الدين كغلاة الرافضة، والمتصوفة. ويلحق بهم المنافقون ممن يعرفون اليوم بأسماء جديدة كاللبرالية والعلمانية.
فالظاهر يكفي في مثل هذه الحال، وأما السرائر والحقيقة فعلم ذلك عند الله. لكن لا يعني ذلك انعدام الخيرية بالكلية، ولا اليأس من الإصلاح، وإنما يستوجب تكثيف الجهود في الدعوة إلى الله على بصيرة، وضرورة نشر العلم والثقافة الإسلامية النقية، ومضاعفة الجهد في الإصلاح بالحكمة والصبر والمصابرة.
والله سبحانه المسؤول أن يهدي ضال المسلمين، وأن يلهمنا جميعا الصواب في القول والعمل.
……
١٤٣٩/٧/١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خاطرة

         خاطرة   اليوم كما نرى تعج الساحة بالكثير من المشاركات بين كتابات ومقاطع فيديو.. وتحتوي على السمين والغث، والخير والشر.. واختلاط الص...