الاثنين، 12 مايو 2025

من بيان القرآن وهدايته

   من بيان القرآن وهدايته

قال الله جل وعلا: { إِنَّ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ یَهۡدِی لِلَّتِی هِیَ أَقۡوَمُ وَیُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱلَّذِینَ یَعۡمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرࣰا كَبِیرࣰا }.

 لابد أن تكون هداية هذا الكتاب أكمل هداية وبيانه أتم بيان.. ففي هذه الآية إشادة بالقرآن ودعوة للاهتداء به،

فهو كتاب محكم مفصل،أنزله الله جل وعلا بلسان عربي مبين، فيه البشارة لمن اهتدى بهداه، والنذارة لمن اعرض عنه،  يقول الله تعالى:    { الۤرۚ كِتَـٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَایَـٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِیمٍ خَبِیرٍ} ويقول تعالى:  { كِتَـٰبࣱ فُصِّلَتۡ ءَایَـٰتُهُۥ قُرۡءَانًا عَرَبِیࣰّا لِّقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ • بَشِیرࣰا وَنَذِیرࣰا فَأَعۡرَضَ أَكۡثَرُهُمۡ فَهُمۡ لَا یَسۡمَعُونَ  }

لقد كانت لعلماء أهل السنة والجماعة من أهل التفسير والحديث واللغة اليد الطولى  في خدمة كتاب الله تعالى تعليمًا وتفسيرًا، فاستخرجوا منه درر العلوم والأحكام والمواعظ.

فجزاهم الله خيراً عن كتابه ودينه وما بذلوا من نفيس وقت ومال، وما قدموا من جهد في تعليم وتأليف..

فهؤلاء ومن سار على نهجهم يستشعرون المنّة الكبرى، والهداية التامة بهذا الكتاب العزيز الذي وصفه الله ، ووصف حالهم تجاهه بقوله سبحانه: { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِیثِ كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا مَّثَانِیَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِینَ یَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِینُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ هُدَى ٱللَّهِ یَهۡدِی بِهِۦ مَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ}.

فحريٌ بنا أن نحرص على تعلّم القرآن وتلاوته وتدبره والعمل به وتعليمه، واتخاذه إماماً وهادياً وحكماً وتذكرة كما قال الله سبحانه:  { كِتَـٰبٌ أَنزَلۡنَـٰهُ إِلَیۡكَ مُبَـٰرَكࣱ لِّیَدَّبَّرُوۤا۟ ءَایَـٰتِهِۦ وَلِیَتَذَكَّرَ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ }.

 لقد كان متقرراً لدى أهل السنة والجماعة أن القرآن الكريم أفصح وأبلغ الكلام وأعلاه وأحكمه. 

ولكن لما دخلت العُجمة من الأمم غير العربية وعجزت عن إدراك علوم اللسان العربي الفصيح تشبث قوم من أهل الأهواء بمذاهب كلامية لعلها تسد عجزهم عن إدراك ما جاء به القرآن، وعن هدايته وعلومه، فاعتنى طائفة من أصحاب الكلام بضروب من الإعجاز والبلاغة وعوّلوا عليها في تفسير كلام الله تعالى، ثم جعلوا ذلك حجة لهم في تأويل ما شاءوا من آيات القرآن متعللين بالمجاز والكناية ونحوهما من علوم البيان، وتكلفوا أحيانًا أوجهًا بعيدة وتعسفوا القول فيها نصرة لمذهبهم الباطل في تأويل وتحريف آيات الصفات.  وتشبثوا بمزاعم واهية، قادتهم إلى مزالق خطرة، وجعلوا نتاج العقول القاصرة الضالة حجة يقارعون بها محكم القرآن. فبعداً لهم، ولما اختاروا لأنفسهم من أوهام العقول، وضلالات الفلسفة.  

فحرِموا هداية القرآن حين انشغلوا عنه بفضول الكلام، وتحريفات المبطلين.{وَٱللَّهُ یَقُولُ ٱلۡحَقَّ وَهُوَ یَهۡدِی ٱلسَّبِیلَ}.

فعلى المسلم الناصح لنفسه أن يتجنب أقوال أصحاب المذاهب المنحرفة وأن يتشبث بأقوال علماء أهل السنة والجماعة فهم الفرقة الناجية الذين يهتدون بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه رضوان الله عليهم.. 

والله المسؤول سبحانه أن يسلك بنا طريقتهم، وأن يدخلنا في زمرتهم، وأن يهدينا صراطه المستقيم  إنه جواد كريم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأضحية..

                 الأضحية..  أول شأنها كانت فداء لنبي الله إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسلام.  ثم بفضل الله ورحمته جعلها من بهي...