عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال:"صلَّيتُ مع النبيِّ ﷺ ذاتَ ليلةٍ. فافتتح البقرةَ . فقلتُ: يركع عند المائةِ . ثم مضى . فقلتُ: يصلي بها في ركعةٍ . فمضى . فقلتُ: يركع بها . ثم افتتح النساء فقرأها . ثم افتتح آلَ عمرانَ فقرأها . يقرأ مُترسِّلًا . إذا مرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبَّحَ . وإذا مرَّ بسؤالٍ سأل . وإذا مرَّ بتعوُّذٍ تعوَّذَ . ثم ركع فجعل يقول " سبحانَ ربيَ العظيمِ " فكان ركوعُه نحوًا من قيامِه . ثم قال " سمع اللهُ لمن حمدَه " ثم قام طويلًا . قريبًا مما ركع . ثم سجد فقال " سبحان ربيَ الأعلى فكان سجودُه قريبًا من قيامِه.(صحيح مسلم٧٧٢).
………
يفسر لنا هذه الواقعة حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: لأرمقنَّ صلاةَ رسولِ اللهِ ﷺ الليلةَ، فصلى ركعتَينِ خفيفتَينِ، ثم صلَّى ركعتَينِ طويلتَينِ طويلتَينِ طويلتَينِ، ثم صلى ركعتَينِ، وهما دون اللتَينِ قبلَهما، ثم صلى ركعتَينِ، وهما دون اللتَينِ قبلَهما، ثم صلى ركعتَينِ، وهما دون اللتَينِ قبلَهما، ثم صلى ركعتَينِ، وهما دون اللتَينِ قبلَهما، ثم أوتَر، فذلك ثلاثُ عشرةَ ركعةً" .( صحيح مسلم٧٦٥).
والملاحظ أن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر زيد أنها كانت متدرجة في الطول، أما الركعتان الخفيفتان فهما الافتتاحية، ثم كانت الركعتان الأوليان طويلتين، طويلتين طويلتين.
وهذا موافق ومفسر لحديث حذيفة لما صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالسور الثلاث، لكن بعد ذلك أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في التخفيف للركعتين بعدهما، قال زيد:"ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما"، وكلما صلى ركعتين كانت دون اللتين قبلهما.
فهذا توجيه لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع الحديثين يوضح لنا التطويل المذكور في حديث حذيفة.
ومما يبين ذلك ويوضحه قول الحافظ أبو العباس القرطبي رحمه الله عن حديث حذيفة:(وهذا التطويل والكيفية التي صدرت عنه صلى الله عليه وسلم في هذه الصلاة إنما كان منه بحسب وقتٍ صادَفَه، ووجدٍ وجده، فاستطاب ما كان فيه واستغرقه عما سواه) .
المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم ٢/ ٤٠٥ .
لعل المسألة بذلك قد اتضحت لنا أو اقتربت من الوضوح.
من أن تلك الصلاة كانت حادثة عين، ثم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهذا الكم، أو يطوّل هذا التطويل، ولكن كما في حديث زيد على التدرج فيها، يبدأ صلى الله عليه وسلم بالتطويل ثم يأخذ في التخفيف إلى أن يقضي صلاته صلى الله عليه وسلم .
فتفسر الأحاديث بعضها، وتتضح الصورة. والله أعلم وأحكم.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
٢٦/رمضان/١٤٣٩
………
يفسر لنا هذه الواقعة حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: لأرمقنَّ صلاةَ رسولِ اللهِ ﷺ الليلةَ، فصلى ركعتَينِ خفيفتَينِ، ثم صلَّى ركعتَينِ طويلتَينِ طويلتَينِ طويلتَينِ، ثم صلى ركعتَينِ، وهما دون اللتَينِ قبلَهما، ثم صلى ركعتَينِ، وهما دون اللتَينِ قبلَهما، ثم صلى ركعتَينِ، وهما دون اللتَينِ قبلَهما، ثم صلى ركعتَينِ، وهما دون اللتَينِ قبلَهما، ثم أوتَر، فذلك ثلاثُ عشرةَ ركعةً" .( صحيح مسلم٧٦٥).
والملاحظ أن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر زيد أنها كانت متدرجة في الطول، أما الركعتان الخفيفتان فهما الافتتاحية، ثم كانت الركعتان الأوليان طويلتين، طويلتين طويلتين.
وهذا موافق ومفسر لحديث حذيفة لما صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالسور الثلاث، لكن بعد ذلك أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في التخفيف للركعتين بعدهما، قال زيد:"ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما"، وكلما صلى ركعتين كانت دون اللتين قبلهما.
فهذا توجيه لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع الحديثين يوضح لنا التطويل المذكور في حديث حذيفة.
ومما يبين ذلك ويوضحه قول الحافظ أبو العباس القرطبي رحمه الله عن حديث حذيفة:(وهذا التطويل والكيفية التي صدرت عنه صلى الله عليه وسلم في هذه الصلاة إنما كان منه بحسب وقتٍ صادَفَه، ووجدٍ وجده، فاستطاب ما كان فيه واستغرقه عما سواه) .
المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم ٢/ ٤٠٥ .
لعل المسألة بذلك قد اتضحت لنا أو اقتربت من الوضوح.
من أن تلك الصلاة كانت حادثة عين، ثم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهذا الكم، أو يطوّل هذا التطويل، ولكن كما في حديث زيد على التدرج فيها، يبدأ صلى الله عليه وسلم بالتطويل ثم يأخذ في التخفيف إلى أن يقضي صلاته صلى الله عليه وسلم .
فتفسر الأحاديث بعضها، وتتضح الصورة. والله أعلم وأحكم.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
٢٦/رمضان/١٤٣٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق